٨٠٪ من الناس يخسرون بسبب دخولهم للتجارة بمنتجات خاطئة، من أبواب خاطئة، بأساليب خاطئة، تصوّرات خاطئة. ويكفيك أن تنظر حولك بعين فاحصة؛ لترى كمّية المشاريع التي تخسر، وتقفل ابوابها بعد فترة من افتتاحها، لتدرك بنفسك مدى خطورة الأمر. المؤسف أن جُل أصحاب هذه المشاريع الخاسرة دخلوا – كما يُحتمل ان تدخل انت حالياً – بمفاهيم خاطئة بنوا عليها تجارتهم، وأدّى ذلك لفشلهم.
واسعى بهذا المقال لإصلاح جزء من تلك المفاهيم، استناداً على الخبرة والعلم المكثّف، والتي تحصّلت عليها على مدار أكثر من 15 سنة، من ممارسة التجارة بعشرات المشاريع المتنوعة، والقراءة المكثّفة اللازمة لرأب الصدوع التي تواجهني، مع الاستشارات التي مارستها معظم تلك المدّة لصالح أكثر من 1000 مشروع،
كيف تبدأ مشروع ناجح
رصيدي التجريبي والتجريدي، على مدار سنوات طويلة، طوّر لدي إحساساً عالياً بمكامن المخاطر والمخاسر، كما جعلني أتعرّف على عوامل النّجاح الباهر. سأسعى جاهدًا لوضعها بين يديك كي تحقق منها الاستفادة القصوى. آمل أن أوفّق بالتعبير عن كل رصيدي بأسلوب مناسب، مع العلم أنّني واثق من تقصيري بالإيضاح الوافي لبعض النقاط، لذلك احتاج التعليق حيال تلك النقاط المبهمة، حتّى اسعى لتحسين طرحها.
انت عادةً تعتمد بمشروعك على اشخاص، تبني وتُركّب المشروع عليهم، فتخونك قدراتهم التي ظننتها كافية، او يخونك التزامهم معك وكفاحهم الكافي بمشروعك، فلا يواكبون تطلّعاتك واحتياجات عملك.. وذلك أمر واقعي، فكما يُقال (ما حكّ جلدك مثل ظفرك)، فمن لا يعتبر نفسه العمود الفقري بمشروعه، ومن يُبالغ في إحسان الظن بقدرات الآخرين؛ فإنه سيبتعد عن النجاح ويقترب للمخاطر والمخاسر. كن لمشروعك بمثابة القلب من الجسم، الذي يضخ الدماء لكل الاجزاء، ويستقبل كل الدماء الراجعة فينقّيها.
تعتمد بمشروعك الناجح على أفكار مُهلكة، دون أن تستطلع بالقدر الكافي عبر سؤال من سبقوك بنفس المجال، أو عبر القراءة المستفيضة حول المجال، ومن ذلك قراءة كل التعليقات والاشكالات، التي واجهت من سبقك، ودوّن مرئياته على شبكة الانترنت، ويمكنك الوصول إليها.
حتى لو لم تكن تلك التجارب من واقع بيئتك وظروفك، إلا أنّها تمدّك بملامح عامّة مشتركة بنفس المجال، تُنبئك عن بعض الخبايا المرتبطة قطعاً بمجالك، فتعطيك معالم وملامح وإشارات تضيء لك بعض جوانب الطريق والاتّجاه الذي ترغب أن تسلكه.
عدم الانتباه للزاوية التي تريد اختراق السوق منها، والمستوى الذي ستتموضع فيه، مثلاً: بالخطوط الأمامية مع الجمهور كون تصنيف شخصيّتك اجتماعية وتملك جلدًا للتعامل مع الناس؛ بل يستهويك ذلك، أم بالخطوط الخلفية اللوجستية كون نمط شخصيتك متحفّظ / انطوائي، تفضّل التعامل مع الاشياء بدلًا من الاشخاص.
ومن الطّرق التي ستساعدك باكتشاف زاوية دخولك للمشروع والموضع المثالي لنمط شخصيتك، اتّباع نفس التكنيك الذي شرحته لزوم تحديد الإتجاه، فتقرأ حالات العاملين بنفس الحقل الذي اخترته – على مختلف زوايا دخولهم / الأدوار التي ينفذونها / المناطق التي يشغلونها -، وتعيش الإشكالات التي يتعاملون معها بوجدانك، وتتقمّصها عاطفيّاً، وكأنّك أنت من يتعامل معها. بعد ذلك تقوم بفرز ما يواجهك لقسمين رئيسيين:
الأول: معاملات وأحداث ترتاح بالتعامل معها وتحسّ أنك ستنسجم معها، والقسم الآخر الخطير، الذي يُنفّرك من هذا الدور، لإحساسك تجاه أحداثه المتنوّعة أنها تتعاكس مع شخصيّتك وتتشاكس مع أحاسيسك، وتضطرب عاطفياً بمجرّد تخيّل نفسك داخل معمعة تلك الأحداث.
عدم الاستفادة القصوى من المُحيط المُساند، والاستثمار الأمثل للأشخاص الذين تحتاجهم من معارفك، والذين لن يمانعوا بتقديم العون لك، أو يمكنك إقناعهم بذلك، دون المبالغة في تقدير عطائهم.
دائماً قم بتحليل مستمر للثغرات والعقبات الكامنة باتّجاهك الذي اخترته بوعي، وللتحديات التي تواجهك بهذا الاتّجاه، وواظب على جلسات التأمّل والتفكّر العميق –كما ذكرت بمقال: أهميّة التفكّر والتأمل لتطوير مشروع حياتك الناحج | التحليل المستمر.. طريقك لنجاحات متصاعدة–
سينجم عن ذلك وصولك لبؤر التحدّيات التي تواجهك، وللأشخاص القادرين على مساعدتك، فيُعاضدوك بردم تلك الثغرات، التي تعترض طريق نجاحك، لتقوم بإزاحتها وتتعامل معها بشكل مختلف و/أو بعقل وخبرة مختلفة تسهّل تفاديها.
بل يمكنك التفكير بهؤلاء الأشخاص ليس لحل العقبات فحسب – وإن كان هذا الجانب الذي يتعاطف به عموم الناس أكثر، وتكون دافعيتهم أكبر لمساعدتك، بحل مشكلة أكثر من جهوزيتهم لمساعدتك في أمر عادي-.
وإنما أيضاً، بما انه يقبع هناك حولك بعض الأشخاص، الذين يمكنهم أن يساعدوك على تطوير وتحسين بعض النقاط بعملك؛ فلا تحرم نفسك من رصيدهم، ولا تتردّد بطلبهم، فأنت نفسك غالباً لن تتردّد بمساعدة شخص يقصدك، وعموم الناس كذلك.
من الأخطاء التجارية الفادحة: انعدام روح الاستكشاف؛ تضييق خناق مُخرجات المشروع الناجح بتحديد هدف ضيّق ومُخرجات محدودة، بدلاً من تحديد اتجاه ومسار واسع يتم التحرّك فيه بلياقة وانسيابية حسبما يُتاح من فرص داخل هذا الطريق الرحب، (لا تحجّر واسعاً) فقد تتفاجأ بنتائج غير محسوبة لم تتوقّعها، وتكون أكثر نفعاً وأكثر مناسبةً من تصوّرات أهدافك المبدئية التي دخلت بها.. فتجد خيارات خصبة جديدة – داخل نفس المجال ونفس الطريق – تتناسب مع ملكاتك وقابليّاتك، ويُمكنك تحقيق قيمة مضافة عالية فيها، ومكاسبها أفضل مما حَكَرْتَ وحَجَرتَ ذهنك به ابتداءً.
منهجيّة اللين المرنة هذه، المشابهة لرياضة الـ (Tai Chi) والتي تترك فيها نفسك لتتفاعل وتستجيب مع النتائج الغير متوقّعة، والتحرّك معها ووفقاً لها بانسيابية وتناغم دون محاولة الاعتراض الذهني والنفسي على مالا يتلاءم مع تصوّراتك..
فتبقى تدور داخل دائرة الـ (Tai Chi) المتدحرجة باتجاهك الذكي الذي اخترته عن وعي وقصد، تتوقّع كل جديد وغريب؛ وتتفاعل معه، وتستثمره بذكاء، ليتسارع نجاحك جرّاء استثمار المستجدّات الغير مألوفة.
كن كالرحّال.. الذي يقطع الصحراء والغابات، دون أن يتنبّأ بنوع الرّزق الذي سيجده في رحلته ليتغذّى عليه، بل لا يُتعب نفسه بالتنبّؤ بذلك، لأنه يؤمن بأن هناك رزقاً سيلمحه ويصطاده بشكل ما.. فتّح عقلك ووسّع خيالك.
فلتمضي بعقلية متفتّحة بحيث تجرب كثيراً كل ما يعترضك؛ كما يفعل اليابانيون في مصانعهم تحت مسمى (هوشين كانري)، بحيث يجعلون الشخص يتنقّل كثيراً بين تخصصات كثيرة حتى يجد الموقع المتوافق مع اتّجاهه.
من المخاطر أيضاً، تضييق خناق (التكنيكات / الآليات / الاستراتيجيات) التي سيتم اتباعها لإنجاز المشروع؛ ولا تسعى لتطويرها وتحسينها بشكل مستمر؛ بما يواكب التقدّم الذي تحرزه بالمشروع؛ لا تتعصّب لأي تكنيك.. فما هو إلا وسيلة لتحقيق غاية، لا تحوّله لغاية وتتمسّك به، واستعد للتخلّي عنه بأي لحظة، متى ما وجدت بديلاً أفضل.. بل اسعى لهذا البديل الأفضل دائماً!
كثيرٌ هم الذين يدخلون المشاريع مسلحين بقناعات مثلومة كانوا يظنونها قناعات حادة قاطعة.. ويكتشفوا هذه الحقيقة المرّة بعد فوات الأوان.. وقد لا يكتشفوا ذلك مطلقاً! التحرّر من كل تلك القيود الذهنية والنفسية سيقيك من مخاطر جمّة.
كما يقول اينشتاين: ”مقياس الذكاء.. يكمن في قابليتك للتغيير”
يوجد على الانترنت أكثر من مليار ونصف موقع ! كم عدد المواقع الناجحة منها؟
لذلك تُعد عدم دراسة السوق من أهم المخاطر التي تواجه لمشروعك الناجح في مهده
وخصوصاً عدم دراسة سلوك المستهلكين تجاه فكرتك، وبالذات: معرفة شكاويهم بهذا المجال، ماذا يفتقدون؟ وما القيمة المضافة التي لو قدّمتها لهم ستحقّق نقلة نوعية بأنظارهم وبتقبّلهم لك.
أما الشق الثاني من التحليل الخارجي / من تحليل السوق: فهو المُنافسين: عدم دراسة المنافسين؛ والاستفادة من قصص فشلهم، فتجرّب المجرب الذي اثبت فشله، وتهدر فيه طاقتك ووقتك ومالك.. ذلك مدعاة للخسائر.
أحد مزايا دراسة المنافسين: فهم نوعيّة المنتجات التي يبيعونها، ثم الحذر من تقليدهم بنفس منتجاتهم، أو بمنتجات مقاربة، حيث أن السلوك الذهني المعتاد عند الزبائن سلوك (المقارنة)، وعندما تجلب لهم بضاعةً مألوفة، أو هناك ما يشبهها كثيراً، فإنهم ينزعون إلى مقارنتها ببضاعة المنافسين، وبالتالي مقارنة أسعارك بأسعارهم،
وهنا يحصل المأزق بأن منافسيك نظراً لقدمهم بالسوق، ومعرفتهم مصادر أرخص من مصادرك، وربما شراءهم كميات كبيرة، ومع الخبرة والمميزات التي اكتسبوها اثناء ممارستهم المجال، تجعلهم يتفوّقون عليك بفارق كبير، فتتورّط وتضيع بين أقدامهم كما يختفي القزم بين العمالقة.
بينما لو قمت بشراء منتجات غير مألوفة، غير مسبوقة، تحوي أفكاراً جديدة، فإن احتمالية المقارنة مع المنافسين ستقل،
لا سيّما وأن الزبائن الباحثين عن المنتجات المميّزة، هم فعلياً يبحثون عن الفكرة وليس عن السعر، وغالباً ما يكون الثمن ليس المعيار الأول في الشراء، بالتالي تستطيع ان تحقق منهم كسباً جيّداً دون أن تتورّط في منافسات ومناطحات مع منافسيك.. تؤدي لكسر قرون مشروعك المبتدئ.. وللاستزادة بهذا الخصوص أنصحك بسماع ملخص كتاب “المحيط الأزرق”.
أمّا إن كنتَ مصرّاً على الدخول “بالمحيط الأحمر / محيط التنافس الدموي” فحينها يجب عليك أن تضيف مزايا ذات وزن في نظر الزبائن، بحيث تحقق هذه المزايا المضافة لمنتجك فارقاً حقيقياً في أعين زبائنك تجعلهم يرفعوا منتجك ومزاياه المصاحبة له عن منتجات منافسيك.
لكن إياك أن تنخدع بتقييم المزايا وتضخّم وزنها بمقياسك الشخصي ، فذوقك ليس هو ذوق زبائنك الذين سيدفعون لك، والذين يعتبرون هم الحاكم والقاضي على مشروعك الناجح من فشله.
فاحرص على تقييم منتجك والمزايا التشجيعية المصاحبة له، احرص على تقييمها من عدسات زبائنك وليس من عدساتك.. حتى لا تخدع نفسك ثم لا تجد من يشتري منتجك.. فتستخدمه أنت!
أساس النجاح يكمن في التحليل العميق، للذات بملكاتها وقابلياتها من جهة. وللسوق بمنافسيه وزبائنه من جهة أخرى، فينجم عن هذا التحليل مجموعة من الاحتمالات والسيناريوهات والفرص.. تنتقي منها الانسب لتستكشفه وليس للاقتناع التام به والتحجّر تجاهه.
عند اختيارك لتبدأ مشروع ناجح لمنتج تريد استيراده والاتجار به إلكترونياً أو بأي وسيلة أخرى يجب أن تُراعي التالي:
1. التعرّف على نقاط قوّتك الداخليّة –كالمهارات وخصوصاً المهارات الفريدة التي وهبك الله إياها وتميّزك عن غيرك،
والشغف والارتياح تجاه نوع معين من المنتجات / حقول الأعمال / الأدوار “كأن يكون شخص متحفظ يعمل من وراء الستار، اجتماعي يُناسبه الخطوط الأمامية مع العملاء “.
2. التعرّف على نقاط قوتك الخارجيّة – من علاقات عملية مكتسبة، وعلاقات شخصية يمكن التعاون والتعامل والتكاتف معها،
وأشخاص يهمهم شأنك يمكنهم أن يساندوك بشكل ما بأحد المحاور المهمّة-
عدم التعرّف الكافي على كل نقاط القوّة تلك ورصفها ولصقها سويّاً لتشكّل منها كتلةً متماسكة تشبه الحجر بمتانتها وصلابتها.
عدم التعرّف ذلك سيستنزف التاجر، ويجعله يعمل بجهد بدلاً من العمل بذكاء،
فلا تتعرّف على السوق –المنافسين والعملاء والمحيط المساند-،
ولا تدري ما هي نقاط قوّة منافسيك التي ستكسر قرونك لو حاولت مناطحتهم بها،
فيجب عليك أن تتحسّس تفضيلات عملاءك واحتياجاتهم الحقيقيّة والتفرّد والمزايا التي يبحثون عنها،
يجب ان تدرك الرغبات العميقة لعملاءك، التي لم يستطع منافسوك اختراقها؛
لتنقضّ كالصقر على هذه الغنيمة، باستخدام نقاط قوّتك التي يمكنك الاستعانة بها، كما يستعين الصّقر بمخالبه الفتّاكة.
حتى لا تكون كمن يحملون أعباء بيدهم اليسرى الضعيفة؛ ويعانون ويتألمون كثيراً جراء ذلك! بينما يملكون اليد اليمنى القوية ولا يستخدمونها
وهكذا عندما نجمع الأجزاء سويّاً لتتشكّل منها صورةً أوضح؛ باستخدام قوّتك الصّلبة مقابل نقاط ضعف السوق /الحاجات الغير ملبّاة ، في مجال وحقل / منتجات / أدوار – ترتاح فيها وتحبّها وتبدع فيها، فإنك حينها تصبح كالحجر الصلب الذي يكسر بيضة السوق الهشّة.
فتخترق ضعف السوق بسهم قدراتك الحاد، الذي دبّبت رأسه بتحليلاتك الداخلية والخارجية العميقة، ووجّهته إلى أضعف نقطة بجسد السوق، مستعينا بقوّة مهاراتك التي اكتسبتها.
واحذر ان تكون كمن يحلم بكسر الحديد -قوة السوق- بإسفنجة-ضعفه- !
فلتكن مثل المقاتلين التايلنديين؛ الذين يعمدون لضرب اضعف نقطة عند الخصم كرقبته، مستخدمًا أقوى عظمة بجسمه مثل كوعه او ركبته!
عدم الاستعانة والاستفادة القصوى من الروافع ، -استعانة وليس استناد- بتلك الموارد المتاحة المحيطة بك والتي أسميها المحيط المساند، والتي يمكنك البناء عليها واستثمارها.
إياك والدّخول بحجم عمل أكبر من قدراتك المالية، فتدخل بمشروع ناجح يحتاج ميزانية كبيرة وتتوهم انك تستطيع انجاحه بميزانية قليلة،
وذلك ينجم عادة من عدم دراسة المشروع دراسة وافية وتقدير أبعاده المختلفة، وهذا الخطأ من أكثر الأخطاء القاتلة تكرّراً عند التجّار البادئين.
عدم تخيّل المراحل الحقيقية الواقعية لانجاز العمل؛ فيتم بكثير من الاحيان اختزال صورة العمل وتبسيطها بشكل مخلّ، ثم يدرك الحقيقة المرة بعد فوات الأوان.
مقاس العمل الغير مناسب؛ الذي يمتد على مساحة لا تدركها بصيرتك، فتتشتت ويغيب عن أفقك أمور تفاجئك وتهاجمك وتفترسك بين الحين والآخر، وتقف أمام الكثير منها موقف العاجز، فيجب أخذ الأسباب اللازمة لذلك.
عدم اختيار وزن العمل بما يناسب عضلات قدراتك، فتختار اوزان العمل المتلائمة معك، المتناسبة مع إمكانياتك، التي تستطيع السيطرة عليها بدون عجز ناجم عن كون العمل يفوق قدرتك.
مراحل العمل تكون تحت سيطرة/تحكم/ادارة التاجر ذاته وليس غيره، بحيث يكون فاعلًا فيها، يستطيع ابراز امكانياته ودوره الايجابي بجلّ الأدوار؛ لا ان يكون منفعلًا لأحداث وامور خارج نطاق سيطرته.
تحليل الذات (التحليل الداخلي) لبناء مشروع ناجح
لا تلعب دوراً غير دورك / ليس مخصّصاً لك
هناك من يحاول أن يلبس ثوباً لا يُناسبه.. بالقوة، ويأخذ دوراً ليس مُخصصاً له ولا مسخّراً له، فكأنه يُريد إعادة تشكيل جسمه مع هذا الثوب الجديد، وإعادة تشكيل ذاته بما يناسب الدور والعمل الذي ينويه،
بينما العكس هو الصحيح (تفصيل السّرج على الحصان، وليس تفصيل الحصان على السّرج!) “كل مُيسّرٌ لما خُلق له” حديث شريف، “لا يُكلّف الله نفساً إلا ما آتاها” ” لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها”..
الشرع لطف بحالنا في أمور ديننا المقدمّة حتماً على الأعمال.. فلماذا لا نلطف نحنُ أيضاً بحالنا ونطبّق الحديث “اكلفوا من الأعمال ما تطيقون”
استثمر وقتك.. واحرص على ما ينفعك:
عزّز صندوق مهاراتك المؤدّية للنجاح، والذي يشبه صندوق العدد والأدوات للنّجار، الذي يحوي كثيراً من الأدوات التي تساعده،
للتعامل مع مختلف الحالات التي تعترضه.. اسعى طوال الوقت لتعبئة صندوقك، بكل المهارات المعمّرة اللازمة للفلاح بحياتك والنجاح بتجارتك.
ومما يساعد على تحقيق ذلك؛ رفع حزمة الدوافع الإضافية التي تضاعف حافزيّتك للعمل
لتحقيق ذلك بفاعليّة؛ استعن بالتفكّر والتأمّل حتى تضع اصبعك على الأولويّات القصوى التي ستُحدّد بدورها ملامح الاتّجاهات الذكية التي يجب ان تسلكها،
وذلك لا يتأتّى إلا بالتحليل الداخلي؛ بتحليل قابليات وملكات الذات بعمق وبشكل مستمر، من جهة، والتحليل الخارجي؛ تحليل السوق بشقّيه المنافسين والزبائن بالإضافة لمحيطك المُساند ومعارفك الذين يمكن أن ينفعوك.
***
إيجاد دوافع إضافية خارجية، دوافع شخصية خارج نطاق العمل؛ دوافع تؤدّي لحفز الهمّة لاكتساب المهارات المثالية –مُتناسبة مع الذات، نافعة للمشروع، نافعة للدوافع الخارجية تلك-، ويمكن للدوافع الخارجية تلك أن تكون: رغبة في تطوير حياتك الزوجية، التربوية، الاجتماعية، الروحيّة، النفسيّة..
مثال على مهارة تُعالج أكثر من دافع بنفس الوقت:
إتقان مهارات التواصل:
والتي ستفيد بنطاق العمل بكل أبعاده، من ناحية التواصل مع الذات لفهم نوعيّة الأعمال والأدوار المناسبة لذاتك، أو التواصل مع العالم الخارجي –السوق: المنافسين والعملاء ومحيطك المُساند- للتوفيق بينه وبين الإمكانات الداخلية.
ونفس مهارة التواصل القادمة من حافز خارجي مثل – مشاكل زوجية، مشاكل تربوية، عدم النجاح بالعلاقات الاجتماعية،…الخ- بدورها مهارة التواصل ستقوم بحلحلة كثير من الإشكالات، وخلخلة كثير من الصعوبات التي تواجهك بحياتك العامة، كمكسب إضافي فوق المكاسب المتحققة بالعمل جرّاء اتقان التواصل.
والتواصل يعتبر من أعصاب المشروع الذي لا يستقيم حاله بدونها، وهُنا بهذه الجلسة الصّوتية قدّمت نظرة مختصرة عن التواصل وارتباطها بمشكلة عند أحد الأشخاص، وسيتّضح لكم عند سماع تلك الجلسة كيف أنّ نفس الكلام ينسحب وينطبق بشكل كبير على التواصل في الأعمال:
مثال على مهارة ثانية تُعالج أكثر من جانب من جوانب حياتنا – بما فيها تجارتنا -:
الذكاء العاطفي:
العاطفة والشعور هو مؤشّر ومقياس وهبه الله لنا، ليدلّنا على أن الأمر يُناسب ملكاتنا وقدراتنا ومستوى طاقتنا ووُسعنا، أم أنه خارج (دائرة كفاءتنا) ولا نستطيع أن نصل فيه إلى مرحلة ( الراحة والإتقان).
الذكاء العاطفي تجاه الآخرين؛ فالقدرة على الإحساس بالآخرين وتخيّل الأمور بمنظور عاطفي ونفسي أمرٌ مهم؛ فكل الإحصائيات تؤكّد أن قرارات الإنسان يبنيها –بنسبة كبيرة – على عاطفته وليس على عقله،
فانت تعمل أو تتعامل مع شخص أو تريد تركه على النقيض، بسبب ارتياحك النفسي معه، وتذهب لتقصد مكاناً بعينه تشتري منه؛ بسبب ميولك وتفضيلاتك النفسيّة!
الذكاء العاطفي.. مفتاح القلوب
بالتالي يجب أن نتنبّه كثيراً للذكاء العاطفي ونُرقّيه لدينا ونرقّي مستوى إحساسنا بالآخرين كي نكسبهم ولا نخسرهم.. كي يزيد المتعاملون مع تجارتك فتنجح، ولا يقلوا فتفشل.. كيف تُحسِن في علاقاتك الشخصية مع محيطك المساند، ومع عملائك، ومورّديك، والفريق المتعامل معك.. بل حتّى مع منافسيك ! وتُحسّن علاقتك معهم؛ ليزيد داعموك في تجارتكك
ومن الجوانب المهمّة في الذكاء العاطفي جانب (تحفيز الذات)، بحيث تستثمر كل ما يمرّ بحياتك ليكون مُساعداً ومُسانداً لك على اكتشاف (اتجاهاتك الذكية) بمشروعك الناجح،
فمشاكلك الشخصية تُحفّزك لاختيار اتجاه ذكي مثل إتقان مهارة التواصل المهمّة –كما أسلفت-، وهكذا ترص أحداث حياتك الرئيسيّة لتشكّل بوصلة تراعيها أثناء تطوير مهاراتك (مزدوجة الفائدة) التي تفيد عملك بشكل حتمي، وتفيد بنفس الوقت (جانب التوازن) الآخر المهمّ بحياتك،
فتتصاعد وتتكامل وتتحسّن شخصيتك، بشكل مستمر كلما تقدّمت للأمام، انطلاقاً من أولوياتك الشخصية والعملية على حدّ سواء، حينها ستُحس بقوة الدافع –لاصطفاف حافزين أو أكثر بجانب بعضها-، فتتآزر هذه الدوافع سويّاً، لتدفعك وتحثّك على اتمام هذه المهارة اللازمة، والتي حتماً ستكون قوّتها أكثر من حافز العمل لوحده.
وهكذا ستُحسّ بإنجازات ملموسة مرضية على صعيد عملك وصعيد حياتك الشخصية (الفلاح)،
حيث أنّك بهذا الشّكل تبدأ بتحديد ومطابقة أولويّات عملك وأولويات حياتك، والأهداف المزدوجة تركّز عليها لتزيد نجاح عملك وسعادة حياتك؛ وهذا التكنيك “الفائدة المزدوجة أو المكاسب المركّبة كما يسمّيها المؤلف روبرت جرين” يُعد من أنجح التكتنيكات لتحقيق تطوّر سريع وقفزات كبيرة، طبّقتها كثيراً واستفدت منها فائدةً عظيمة، ولذلك أنصح بها بشدّة.
ما الذي سينجم عن اتّباع مثل هذا التكنيك؟
الذي يجمع مشاكل الإنسان في بوتقة واحدة، ثم يلعب لعبة اختيار أكثر المشاكل – العملية والشخصية – التي تحوي روابط معينة وسمات مشتركة، ثم يبحث عن المهارة التي يجب تطوير الذات فيها كي تحل هذه المشاكل المشتركة وتضرب أكثر من عصفور بحجر واسع.
ما الذي ينجم عن هذه اللعبة الممتعة المفيدة؟
تبدأ بتهديد وقت فراغك.. وتطرد الملل والألم والعجز..
الملل الذي ينجم عن عدم وجود شيء يستهويك تقوم به؛ فعندما تصمّم اتّجاهاتك الذكية تجاه العمل الذي يناسب ذاتك وقدراتك وقابلياتك، وتجاه المهارات اللازمة لفلاحك التجاري والشخصي، حينها فإن جهدك سيكتسب قيمة أعلى بنظرك، بل إن المتاعب والمصاعب يصبح لها معنى، وتنكسر حدّة مرارتها، فتندفع للعمل الهادف لفلاحك، ولنموّك بكافة جوانب حياتك، فلا يعود هناك داعي للملل حينها؛ حيث أن الجهد المناسب لك سيطرد الملل ويحل محلّه.
بالعكس؛ فإنك بدلاً من الملل ستستغرق وتنساب مع عملك وتسترسل معه وتستمتع به، ليتحقق فيك نظرية (ميهالي) التي يُطلق عليها الإنسيابية او حالة التدفّق أو الميهالية. (أنصح بقراءتها).
أما بالنسبة للألم الناجم عن الأحداث التي تمرّ بك، سواءً من خلل علاقاتك أو بسبب محدوديّة مواردك؛ فعندما تُصمم الأولويات الذكيّة التي تُعالج مشاكل علاقاتك ومشاكل عملك على حدّ سواء –كمهارة التواصل-؛ فإن ذلك يُحاصر الألم ويخنقه، لا سيّما وأن هذه المهارة المتطوّرة ذاتها سترفع منسوب دخلك –مع الوقت والتمكّن- مما يحلّ مشاكلك الماليّة أو يحرّرك من منبع الألم (عبودية الوظيفة).
وعندما نأتي للعجز بالتعامل مع أمور حياتك، ومواجهتها بشكل عملي؛ ستبدأ – باستخدام مهاراتك المفضية للنجاح والفلاح، التي تعمل على تطويرها طوال الوقت-،
تبدأ باستخدام هذه المهارات للتأثير الفاعل بكثير من مجريات حياتك التي كنت ضعيفاً تجاهها كونك لم تكن تأخذ بأسباب المهارات اللازمة.. بالطّبع مع الاستعانة بمسبّب الأسباب أولاً وآخراً.
***
النجاح التجاري يحتاج لهدوء نفسي، وصفاء ذهني، ولن تستطيع أن تحقّق إبداعاً بعملك وأنت مثقلٌ بهمومك الأخرى – الروحية والنفسية والأسرية والاجتماعية… – لذلك من أبجديات النجاح التجاري، أن تعمل بتوازن، وتعمل بالتوازي على ضرب عصفورين بحجر واحد، فتطابق بشكل مستمر بين أولوياتك الشخصية وأولويات عملك، وتجد المفتاح والمهارة التي تفتح وتحلّ المشكلتين بنفس الوقت.
ذلك سيترتّب عليه أنّك باتباع تكنيك “الفائدة المزدوجة” الهادف لضرب أكثر من مشكلة بنفس الوقت، ستبدأ حياتك الشّخصية بالاتّزان، وذهنك بالصفاء، ونفسيتك بالهدوء،
مما يُتيح لك التصرّف بشكل أذكى وأحكم في حياتك التجارية، مما يعني مزيداً من الإبداع والتقدّم السريع بصُحبة تلك المهارات اللازمة للنجاح.
***
ونقطة التوازن تلك من أهمّ الأسباب على الاطلاق التي تؤدّي لبلوغ هدفك التّجاري والنجاح الذي ترنوا إليه.
حيث أنّ مشاكلك الشخصيّة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بك، لا يمكنك الفكاك منها، وستبقى تطاردك وتؤثّر عليك طوال الوقت،
وعندما تشتدّ حدّتها تهاجمك هجوماً حادّاً لدرجة أنها تفقدك اتّزانك فتسقط من ارتفاع القرارات والتصرّفات الحكيمة في تجارتك وفي عملك، إلى قاع التسرّع وعدم الانضباط الانفعالي الذي يهدم ما بنيته.
فتُصبح كمن يقضي وقتاً وجهداً كبيراً ليبني تجارته وقت هدوئه، لكنّه بلحظة انفجار نفسي غير معالج وغير منضبط، يهدم كل ما بناه بوقت طويل، يهدمه بلحظات يسيرة، فيعيش هذه الحلقة الناريّة المُهلكة من البناء المُجهد والهدم الفجائي،
مما يجعله يدور حول نفسه ولا يستطيع أن يُنجز ويقطع مسافات مرضية، وذلك فخٌّ لا يُدركه معظم التُجّار، يقعون ضحيّته دون وعي منهم، لذلك لزم تعريفهم به.
ولأهمّية هذا الأمر فإنني خصّصت هذا الرابط (تجّار متوازنون)؛ ليتداولوا ويتعاونوا ويستفيدوا من تجارب بعضهم في (مطلب التوازن بالحياة وكيف يساهم بتصفية ذهنك وتهدئة نفسيتك وبالتالي نجاح مشروعك).
***
تحديد الأولويّات المثالية:
يجب تحديد الأولويات التي تُحقّق فارقاً بمشروعك ونقلةً نوعيّة، لتضغط على الأزرار الصحيحة وتركّز على الأولويات، بدلاً من التشتّت بأمور هامشيّة لا تسمن ولا تغني.
فتبحث دائماً عن المرض وليس العرض، وعندما تحاصر هذا المرض الواحد تختفي كثيراً من الأعراض التي كُنت تنشغل بمصارعتها وكأنك تصارع ظلّاً لا تستطيع هزيمته.
لتكن كالصيّاد الذي يبحث عن مركز التأثير، فيضرب الأفعى على رأسها وليس ذيلها، ويضرب مركز الاخطبوط دون أن ينشغل بأذرعه.. فعندما تتمكّن من العصب الرئيسي المتسبّب لمشاكلك، عندما تقتلعه حينها ستتهاوى كل أذرع المشكلة وأعراضها.. تماماً كما تختفي كل أوجاع الضرس المؤلمة بعدما يتم قتل عصبه.
***
أولويات منطقية:
استثمار وقت البركة، الصباح الباكر من بعد صلاة الفجر، والذي يُمكّنك من أداء الكثير بوقت قليل، بتركيز عالي وصفاء ذهني يصعب أن يتوفّر ببقيّة الأوقات. (بورك لأمتي في بكورها) حديث شريف
تنظيم التفاصيل والمعاملات والأوقات كي تأخذ حقها
عدم الثبات على آلية واحدة والاجتهاد المستمر لتطوير انماط العمل وتحسين اتجاهاته (اﻻتجاهات الذكية)
انتقاء نوع العمل ونوع الأدوار التي ستستمتع بالانخراط فيها، وذلك يترتّب حتماً على فهمك لذاتك.. وهذه النقطة هي الخيط الفاصل بين النّجاح والفشل.
وعلامة الاستمتاع بالعمل؛ انك لا تمل الادوار التي تقوم بها؛ بل تستمتع بتطوير نفسك فيها -علميًا وعمليًا- بشكل يومي لأقصى حد ممكن؛ بحيث يكون عملك هو الشيء الذي تنتظر اداءه بفارغ الصّبر، ولا تستحمل البعد عنه (اعمل ما تحب، كي تحب ما تعمل).
يجب تقوية مهارات التحليل: لما يناسبك، لما يناسب السوق، لمنافسيك، لعملاءك، تنمية قدراتك على فهم احتياجات عملاءك وشكاويهم المعلنة والخفيّة.
الإكثار من ممارسة (التأمل) لبناء حلول ابداعية، والتفكير من خارج الصندوق تجاه التحدّيات ونتائج التحليلات.
التصوّرات القاتلة..
عن الذات، السوق؛ المنافسين، المستهلكين، المنتج.. (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظنّ) صدق الله العظيم.
من المخاطر الفتّاكة؛ الدخول للمشروع بإطار مرسوم في الذهن مسبقاً؛ فتعمل وفقاً لهذا الإطار سواءً كان حجمه أكبر من اللازم أو أصغر، أو كان إطاراً معوجّاً.
***
من اخطر اسباب فشل المشاريع: ان ينطلق الشخص بقناعات متحجرة غير مرنة وغير قابلة للتعديل والتطوير وفقًا للمستجدات التي يواجهها.
الاعتقاد الخاطئ بأن العمل يُمكن إنجازه بنحو معيّن، عبر شخص أو جهة معيّنة، أو أن البرنامج الفلاني هو الوحيد الذي يمكنني الاستعانة به.. ارتقي ووسّع أفق رؤيتك فهناك دائماً خيارات كثيرة.
اسعى دائماً لكسر بارادايم تفكيرك النّمطي الذي يحوي كثيراً من المغالطات المنطقية، وحاول رفع وعيك وعلمك تجاه هذا الأمر وأهمّيته (يمكن الرّجوع لكتاب: التفكير الواضح، وسلسلة د. حذيفة عكّاش حول أخطاء التفكير، وبعض كتب الدكتور عبد الكريم بكّار).
افتقاد المهارات الأساسية اللازمة للنجاح، والتي تعد بمثابة الأجهزة الحيوية بجسم الإنسان (كالجهاز التنفّسي، والجهاز الهضمي، والجهاز العصبي، والجهاز المناعي، وجهاز الإحساس والإدراك: السمعي، البصري..) والتي لا يستقيم جسم الإنسان بدونها ولا يستقيم مشروعك بدون نظيراتها من المهارات:
فعندما يفتقد الإنسان لحواس الإدراك والتلقّي السليمة “كالسمع والبصر” التي تتلقّى البيانات المختلفة، فإنه حينها يفتقد لقدرته على استقبال هذه البيانات بقدر الضرر التي أصاب تلك الحواس، أو بقدر الانحراف الذي أصابه (كمن أصابه انحراف البصر، أو عمى الألوان) فيصبح يرى بشكل غير دقيق.. تماماً كالذي لا يُتقن مهارة رؤية الحالات العملية التي يطّلع عليها، وكمن لا يستطيع فهم المعاني الكامنة والرسائل الخفيّة التي يحويها كلامُ الآخرين، فيطير بالقشور والمعلومات السطحيّة دون أن يخترقها وينظر لحقيقتها وجوهرها وما يختبئ ورائها من دلالات.
“أحياناً نحن ننظر.. لكن لا نرى”
بعد أن يتلقّى الإنسان المعلومات التجاريّة – كما يتلقّى الفم الطعام – بعدها تذهب المعلومات للعقل كي يحلّلها كما تحلّل المعدة الوجبات، فإن كانت مهارات التفكير الأساسية المنطقيّة تحوي خللاً، فإن ذلك سينعكس على شكل أخطاء بتحليل تلك المعلومات؛ مما ينتج عنها قرارات وإخراجات خاطئة، تماماً كما لو كان هناك عطب في جهاز المناعة بما يؤدي لتمرير الفايروسات والبكتيريا المضرّة بالجسم، المصاحبة لمدخلات الطعام أو الهواء، فلا يستطيع التعرّف عليها وضررها، فتُهلك المشروع.
وهذا ما يدفعك لتُنقّي نفسك من كثير من أخطاء التفكير وتحيّزاته الشنيعة، ليكون مشروعك وحياتك في حالة منيعة.
وهنا أشبّه الجهاز العصبي الذي ينقل ((الإشارات العصبية)) من العين والأذن إلى الدماغ؛ أشبّهها بمهارات التواصل التي تنقل المعلومات والأفكار من دماغ إلى دماغ، من دماغ عميلك / مورّدك / فريق عملك / المتعاونين معك / محيطك المساند… إلى دماغك؛
فإن كان هناك عطل بهذا الجهاز العصبي، وقام التواصل بنقل معلومات ليست ذات أولوية، أو نقلها مبتورة ناقصة، أو قام بتشويه تلك المعلومات بتحليلات واجتهادات شخصية ليست صحيحة، فإن ذلك من شأنه أن يوصل معلومات مغلوطة للدماغ؛ يبني بدوره قرارات خاطئة، تحرفك عن طريقك ووجهتك وتذهب بك إلى متاهة الصحراء القاتلة.
للاستزادة حول هذه النقطة أنصحكم بسماع هذا المقطع لأحدى جلساتي مع أحد الأشخاص، التي تناقشنا فيها حول نفس المسألة (اعتذر عن عدم وضوح الصوت بالقدر الكافي، لكن سيتم تحميل مقاطع أخرى أصفى وأنقى):
ومن أهم مهارات التواصل (مهارة الاستماع) التي تسمح لمحدّثك أن يُكمل فكرته كاملة دون أن تطير بمنتصفها، وتسمح له أن يُعبّر عن جوهر فكرته المكتملة باستخدام مهارات التواصل؛ عبر تحفيزه للاستطراد بالشرح من خلال إيماءاتك الدّالة على رغبتك بإكمال كلامه، وحُسن استماعك، وحُسن تعبيراتك المشجّعة له على الاستطراد بحديثه حتّى يفرّغ لك كل ما بجعبته.
ومما يساند مهارة الاستماع ويُكمّل مهارة الاتصال (فنّ الاسئلة) التي تُعد بمثابة المغرفة التي تغرسها في عقل محدّثك لتغرف منه المعلومات ذات الشأن، كالدّلو الذي ترميه في البئر والصنّارة التي ترميها لاصطياد ما تحتاجه..
وبهذا الخصوص أنصح بقراءة كتاب (اعرف أي شيء من أي شخص بأي وقت).
ولو عُدنا إلى الدماغ الذي تصله المعلومات جرّاء التواصل؛ إن لم يكن لديه مهارات (التحليل المنطقي) للأمور لتمييز المعلومات الضارة الشبيهة بالفيروسات من المعلومات الصحيحة المفيدة، ليتفاعل عقلك فقط مع المعلومات الصحيحة المهمّة المؤثّرة ذات الشأن، ويترك المعلومات الضارّة او الغير نافعة ولا يُبنى عليها قرارات.
وبعد التحليل يجب أن يكون هناك (فن اتّخاذ القرار) وهو من أعقد الأمور، حيث يتداخل في صناعة القرار عوامل عديدة مثل:
1. معتقداتك القلبيّة وصفاء روحك وعلاقتك بالله؛ هل يضخ جهازك الدموي قناعات نقيّة خيّرة تُساعدك على تنقية قراراتك من شوائب الشر؟ هل قرارك سيُرضي الله أم سيُغضبه؟ حيث أن أوامر الله تتوافق مع فطرة الإنسان ومع ضميره، ومخالفة خالقك العالم بما يُصلح حالك، ومخالفة هذه الفطرة وهذا الضّمير -كما أثبتت الدّراسات- ذلك يسبب اضطراباً داخليّاً لتضارب فطرتك وضميرك واصطدامها مع أفعالك المعاكسة، فينشأ ما يشبه “تأنيب الضمير” حتى لو م تحسّه بعقلك الواعي فإنّه سيعمل طوال الوقت في خلفيّة ذهنك بعقلك اللاواعي.
ألم يحصل معك من قبل أنّك تجترّ أخطاءً قديمة ارتكبتها بحياتك.. تلوم نفسك عليها وتؤنّب نفسك على ارتكابها؟ فتأكل من طاقتك النّفسية وتهبّط جهدك وتخور عزيمتك.
ذلك يُعد أحد أشكال عدم اتزانك النّفسي، يستنزف طاقتك كما يحصل للتطبيقات المفتوحة بخلفية جهازك والتي لا تستخدمها.. لكنّها بواقع الأمر تستنفذ من بطاريّة جهازك.. شئت أم أبيت.
2. عاملٌ آخر يتدخّل في جودة قراراتك: مهارتك بالتواصل ودقّة المعلومات التي تبني عليها، وتنسج قرارك على ضوئها.
3. معرفتك لذاتك؛ وبالتالي معرفة إن كان القرار سيتلائم مع كينونتك العميقة ويُقرّبها من النجاح والفلاح، أم لا.. فمن فهمك لذاتك ولملكاتك وقابليّاتك، تدرك أنشطتك الذكيّة التي تلائمك، والتي تسعى دائماً للتبلور حولها والتربيط بينها.. فمعرفتك لهذه النقاط المهمّة يجعل منها إطاراً مرجعيّاً لاتّخاذ القرار.
4. مرونتك؛ وقدرتك على تغيير الطريق ان كان الخير في ذلك الحقل/ المجال / النطاق / التربة / البيئة… الملائمة لك والتي ستزدهر فيها.
***
أبواب مثاليّة:
يمكنك الولوج منها لتجريب (حقل العمل المثالي) لحالتك، فبعدما تتحسّس هذه الحقول بمعايشة عمليّة، وتعافس الأدوار التي تتخيّلها نظرياً تخوضها بشكل عملي؛ عندها سيتبيّن لك مدى منطقيّتك باختيار هذا الاتجاه وهذا الحقل والدور الذي ستقوم به.
التسويق التطويري دائماً هو افضل مدخل يجعلك تعيش العمل وتشعر مكوّناته وتحسّ خفاياه، فالتسويق من جهة يرميك في وسط معركة العمل بين الزبائن من جهة، والعاملين بالمجال من جهة أخرى، بين استراتيجيات التعامل والتسعير، وشكاوى العملاء وطرائق التسيير.
ولمسة التطوير من جهة أخرى ستكشف لك مدى انسجامك مع العمل ومدى اختمار أفكاره بعقلك، ومدى تلائم تفاصيل العمل مع نوع ذكائك، ومدى تناسب أدوار العمل مع قابليّاتك.. فتجد بنهاية المطاف أنّك تركب في هذا العمل كما يركب فيش الكهرباء في موضعه بالتمام والكمال، أم أنّك لن تركب بهذا العمل.
والتطوير ذاته هو كلمة السرّ وهو المعيار الفارق الذي يكشف لك درجة اندماجك فيه؛ فعندما تحقق – عملياً اثناء انخراطك بتسويق المجال الذي تعمل فيه وليس نظرياً في خيالاتك وأحلامك وأوهامك- عندما تحقق بهذا الانخراط العملي أفكاراً نوعيّة تتجسّد على أرض الواقع ينجم عنها نجاحات تفوق نجاحات المنافسين، وترى أنّك تُحقق بشكل مستمر هذه النقلات والقفزات، سواءً كان ذلك على صعيد فهم العملاء بشكل عميق، واحتياجاتهم الخفية الغير ملبّاة، و/أو تطوير المنتج ومزاياه حتّى يصبح برّاقاً لافتاً للعملاء يشترونه منك ويعاودون الشراء ويوصون بالشّراء منك..
حينها فقط تُدرك بوعي ونضج أنّك قادر على تقديم قيمة مضافة بهذا المجال، بأدوار تستطيع إتقانها، بعقليّة ستندمج مع العمل، ونفسيّة مرتاحة بهذا النّشاط، حينها فقط يمكنك الانتقال لمستويات متقدّمة بالعمل والاستثمار فيه بما يتجاوز مجرد التسويق، الذي كنا نريد أن نهدف منه إلى استكشاف السوق، العملاء واحتياجاتهم، المنافسين ونقطة ضعفهم، المحيط الذي سيساندك ويؤمّن لك المكان / العمل / المنتج ليمنحوك مدخلاً تنطلق من خلاله بالتسويق والتطوير.
التسويق الذي كان يهدف أيضاً لاستكشاف ذاتك، وأدوارك الملائمة، ونوع طاقتك الفكريّة ومهاراتك العقليّة التي ستتّضح مع المعافسة العملية، لتظهر لك نوعية ملكاتك الذهنيّة، سواءً كانت استراتيجية، أو لوجستية، أو اجتماعية، أو تنفيذية. (د. رضا الحديثي فصّل بهذه الأنواع الأربعة بشكل رائع).
فالتسويق بهذه الحالة كان معبراً لك، معبراً آمناً، معبراً سلساً، يجعلك تدخل المجال الذي يتراءى أمامك بيسر وسهولة دون مخاطرة، لتذهب إليه وتكتشفه بنفسك وتعرف إن كان أمراً يناسبك ويمكنك الاستغراق والاستثمار فيه والانكباب عليه بمالك وجهدك ووقتك وعلاقاتك…
أم أنه مجرد سراب، حيث خدعك جهاز الإدراك لديك (نظرك) كما تخدعك بقيّة حواسّك وأجهزتك في كثير من الأحيان دون أن تحسّ.. فنصبح كمن قال الله فيهم (يحسبه الظمّآن ماءً.. حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً)!
للاستزادة حول هذه الاستراتيجية المثالية لبدء المشاريع يمكنك الاشتراك بهذه القائمة (اسمك، ايميلك، رقم الواتس الخاص بك)
التسويق التطويري يكشف لك المشهد بشكل بانورامي بدلاً من الرؤية الضيّقة التي كنّا نريد أن نتّخذ القرار على ضوئها؛ والتي تؤدي حتماً لخسائر فادحة، فحسب كثير من الاحصائيات والمشاهدات العيانية (80-90%) من المشاريع تفشل وتغلق أبوابها، بينما يستمر فقط 10-20% منها، وهذه النسبة طبيعيّة؛ فلو كان النّجاح التجاري سهلاً وهو النسبة الغالبة، لنجح فيه معظم النّاس ولما رأيت كثيراً من الموظّفين يتعذّبون في رمضاء الوظائف تحت صخور المدراء الذين لا يراعون ولا يُحسّون بفريقهم بل قد لا يحترمونهم.
ولو عملت استفتاءً على كل محيطك وسألتهم: كم شخص منهم ومن معارفهم جرّب تجارة وفشل فيها.. ستفجعك الاجابات التي ستحصل عليها.. فلا تكن مثلهم.. وتصرّ على الوقوع بنفس حفرهم.
***
من الأخطاء الشائعة.. الانشغال بسفاسف الأمور على حساب جوهر الأولويات المؤدية للنجاح (رفع مهاراتك المُعمّرة، ورفع قيمة منتجك وعدم تضييع الوقت في قشور هامشيّة)؛ اغزل حول مهاراتك اللازمة للفلاح طوال الوقت، واغزل حول قيمة منتجك ومدى كفاءته وفاعليّته وخدمته للناس، وجذبه لهم – انظر مقال: قيمة منتجك وتلبيته لاحتياجات الناس.. طريقك للنجاح التجاري-.
إياك ومنطقة ضعفك
انطلق من دائرة كفاءتك المكونة من:
الملكات والقابليّات: القدرات الفطرية التي وهبها الله لك، وبالتالي تُمكّنك من أداء أدوار بارعة بأريحية عالية، سواءً تعرّفت عليها أم ما زالت قابعة بداخلك، لم تجد بعد متنفّساً ومنفذاً تخرج منه لترى الضوء ولتثبت نفسها، وكثير من الناس يفقدون جزءاً مهما من مقومات النجاح نظراً لعدم التفاتهم لتلك الطاقات المهمّة.. وللاستزادة حيالها أنصح بالقراءة والسّماع للدكتور رضا الحديثي، فقد استفدتُ منه كثيراً بهذا الجانب.
المكتسبات: المهارات والخبرات التي اكتسبتها بسعيك وجهدك وتجاربك وخبراتك وتعلّمك.
دائرة معارفك وعلاقاتك التي كوّنتها.
استهدف البقعة المُناسبة من السوق.. التي تحمل أكبر قدر من التقاطع بين:
نوع الحقل / المنتجات التي تؤمن بها
أدوار تستطيع ملكاتك ومكتسباتك أن تفي بها
التي يُعززك فيها معارفك
ركز دائماً على:
تطوير منتجك بحيث يستميل الزبائن ويغريهم لأنه يخدمهم بشكل فعلي أكثر مما عند المنافسين.
فهم الذات
فهم نمط الشخصية وما يناسبه
نوع الادوار التي يمكن ان يبدع فيها
مجال العمل الذي يمكن ان يبرز فيه
نوع العمل الذي يتوافق معه
إبراز وتظهير القيم التي يؤمن بها؛ وبالتالي يراعيها أثناء تصميم مشروعه (Ideatıon) فلا تحرم نفسك من هذه الطاقة الهادرة، والتي تعتبر من أهم عوامل نجاح المشاريع؛ كونها تشغّل محرّكاً نفاثاً إضافياً عند الإنسان، وتزيد دافعيته وتسارعه وهمّته تجاه مشروعه.
الأنشطة الذكية؛ بالتزامن مع تحديد مخزون قدراتك الفطريّة والمكتسبة، وبنفس الوقت الذي تقرأ فيه نقطة ضعف السوق – المنافسين والمستهلكين- والحوافز الخارجيّة التي تريد حشدها لتمنحك الدافعيّة والاتّجاه، بالتزامن مع ذلك تُحدّد بنك الأولويّات والأنشطة الذكية التي تريد ممارستها لتحقيق المهارات المعمّرة التي سترفع رصيدك وتنفعك بتجارتك وبكل الأصعدة الأخرى.
استظهار قيمك ومراعاتها (تقديم قيمة حقيقية تخدم الآخرين)، بهذه النيّة الخيّرة ستكتسب دافعاً إضافياً؛ دافع روحي ابتغاء الأجر من الله جرّاء خدمة الناس، ودافع إنساني نفسي بالارتياح كونك تُسهّل وتُبسّط حياة الناس.
قدر الإمكان لا تنشغل بأهداف الوسيلة (سأحقق كذا حتى أنتقل بعدها لكذا أو لأبلغ كذا)؛ بل ركز على ما تعتقد أنه مشروع حياتك، الذي يستحق أن تعمر حياتك بالتشرنق حوله، وستكون راضياً حياله.
وإن لم تستطع الانتقال تجاهه بسبب واقع يكبّلك؛ حينها تدرّج بالانحراف تجاهه رويداً رويداً حتى تبلغه، ولا تُغيّب أفقه عن ناظريك طوال الوقت.
انصح بهذا الصدد القراءة حول (تخطيط المبادرة، وتخطيط رد الفعل – د. جاسم سلطان)
العمل خارج منطقة الراحة
كأن تكون طبيعة الشخص متحفظًا يجيد التعامل مع عالم الاشياء لكنه يدفع نفسه ليقوم بدور الشخصية الاجتماعية – عالم الأشخاص- فيصمم مشروعه أو أدواره بالمشروع ليتعامل مع الآخرين بكثرة، ويجعل التعامل هو الركيزة الأساسية لدوره -المنطقة التي ليس ميسّرا للعمل فيها، وليست منطقة راحته ولا منطقة ابداعه-… أو العكس. (اعملوا فكلٌ ميسّرٌ لما خُلقَ له) حديث شريف
لا يكون الشخص مرنًا تجاه التغذية الراجعة والآراء المختلفة، فيكون متيقّن دائمًا -بجهل- من صوابيّته وخطأ الآخرين كمثل السائق الذي يحذرونه المارة بقولهم (ثور) وهو يرد عليهم بشتيمة وانفعال.. حتى اصطدمت سيارته بالثور الذي كانوا ينبهونه منه! والذي كانوا يرونه وهم قادمون من الاتجاه الآخر، بينما غاب عن نظره المحدود وعن مرونة استيعابه!
الافتقاد للياقة الذهنية؛ حيث يكون (اسلوب التعامل مع الامور والاشخاص والاحداث) أسلوبًا متخشّبا، لا يقبل المرونة.. وكما قالوا (لا تكن صلبًا فتُكسر).
الدخول بمجال لا تؤمن به إيمانًا عميقا (وهنا تأتي أهمية تحليل قناعات الانسان وأهم مبادئه بالحياة؛ ليختار لنفسه مشروعًا منسجمًا مع كينونته).
قراءة السوق وقراءة ذاتك وقراءة مخزون قدراتك الفطرية التي وهبك الله إياها، ومكتسباتك التي استجلبتها بالخبرة، ورصفها بجانب بعضها لترى المشهد الكامل برؤية بانورامية، ثم تحديد الزاوية المثالية التي تريد الدخول منها بهذه التجارة، والدور المثالي الذي تريد تحمّل مسؤوليته، ونقطة الضّعف لدى المنافسين ولدى المستهلكين التي تريد اختراق السوق منها،
ثم تُجرّب عمليّاً هذا الدخول من بوابة (التسويق التطويري) الذي يكشف لك مجال العمل بكل أبعاده، ومدى تطابق ذاتك وأدوارك وإمكانياتك مع هذا المجال وأبعاده.. لتصل بالنهاية إلى قرار ناضج.
بنهاية هذا المقال الثاني، وقبل الذهاب للمقال الثالث، أودّ التنويه إلى أمر ذكرته سابقاً، بأنني أكتب انطلاقاً من رصيد علمي وعملي واستشاري مارسته لسنوات طويلة، وربّما أفترض أحياناً فهم الآخرين لكثير من الكلام المقتضب الذي أكتبه أو تخونني قدراتي بالتعبير والإيضاح، فلا يفهم الجميع مقصدي ويبقى هناك بعض الأشخاص يحتاجون إلى مزيد من الإيضاح والتفصيل.
التوجّه الذهني
عدم الثقة الكافية بالله الذي تعهّد بأرزاقنا ونحن في بطون أمهاتنا، وأقسم في القرآن على ذلك (وفي السماء رزقكم وما توعدون * فوربّ السماء والأرض إنه لحقٌّ مثلما أنكم تنطقون).
عدم الثّقة بتحقيق النّجاح؛ وذلك ينبع من سبب جوهري أشرنا له أكثر من مرة لأهمّيته (عدم فهم الذات)؛ حيث أن ذاتك هي بمثابة الأساس للبناء؛ بدونه لن يستقر البناء ولن يصمد؛ وذلك ما يجعلني أكرر أهميّة العناية بتحليل الذات، ليصبح مشروعك تعبيراً وتجليّاً لذاتك؛ بتماثل وتناسب كبير؛
ذلك أساساً مدعاةٌ لحب عملك والتطوّر فيه، وصولاً للإتقان والإبداع، وبالتالي التميّز والنجاح، والأهم من ذلك (الراحة) وعدم إرهاق النفس بأعمال غير متوافقة مع قدراتك وقابلياتك..
ذلك أشبه ما يكون بالبذور والبيئة الملائمة لها؛ فإن زرعت نخيلاً – يحتاج الحرارة – في منطقة باردة، منطقتها الغير مخصصة لها، حينها مهما بذلت مجهوداً مع هذه الشّجرة فإنها لن تُثمر، وإن أثمرت فبجهد جهيد، وخُسر مديد، وسعي من حديد، يفوق أضعاف الجهد الذي كنت ستبذله في حال استعانتك بسلاحك السّحري وقدراتك الصّلبة، بالمعركة والحقل المريح الذي يتناسب معك.
كما قال الخُبراء عن مايكل جوردن عن مرحلة عمله في بيئته المُناسبة ومرحلة ما قبل ذلك .. فعبّروا عن ذلك بقولهم: كان مايكل جوردن – أثناء لعبه كرة القدم – مثل الوردة المزروعة في غير أرضها؛ حتى انتقل للعب كرة السلّة فكان ذلك ملعبه الذي برع فيه، وساحته التي تلائمت معه ليصبح بعد ذلك بطلاً عالمياً في مجاله بعدما انزرع في تربته وبيئته المُناسبة لبذرته.
وإنني بهذا التكرار أجازف بأن أكون مملّاً للبعض بهذه النقطة، وانا مستعد أن أتجشّم عناء هذه المجازفة كي أتيقّن من إيضاح أهميّة هذا المفهوم المركزي، الذي أعدّه بمثابة حجر الزاوية بمشروعك.. وبهذا السياق أنصح وأؤكّد على ضرورة مشاهدة فيديوهات (د. رضا الحديثي.. خبير الأنماط الشخصية) وقراة كتبه (مدرسة الصّحابة).
***
من المخاطر المُحدقة أيضاً بمشروع حياتك: العيش بالماضي الأليم والاستغراق به؛ خذ منها الدروس والعبر وامضِ نحو الأمام (كتاب الهدية هو خير دليل بهذا الموضوع، وكتاب “لا تحزن” لعائض القرني، وكتاب “قوّة الآن” لإيكهارت تول، مع قواعدنا الشرعية: الرضا بالقضاء والقدر، وعدم فتح كلمة “لو” التي تفتح عمل الشيطان، وتوجيهات خالقنا بالقرآن ألّا نحزن على ما فاتنا).
***
تعجّل النتائج، كمن تريد حمل وولادة الطفل في شهر! بينما الطبيعي ان يأخذ الطفل حقّه ومداه حتى يكتمل نموه. كمن يزرع اليوم وينتظر غدًا الحصاد!
***
يجب استثارة العقل بتمارين ذهنيّة تفيد المشروع وتفيد كافة مجالات التوازن بالحياة؛ مثل قوّة التوقّع؛ حيث تتخيّل دائماً مآلات الأحداث / التصرّفات / الأقوال / الأفعال… وذلك سيجعلك تفرمل تجاه الكثير من الانطلاقات الخاطئة؛ ويُكسبك بنفس الوقت رصانة فيما تفعل.. وتكون بذلك أقرب إلى الصواب والدقة.
من أهم التمارين الذهنية (قوّة التخيّل) أو ممارسة “تفكير العودة من المستقبل” ؛ بأن تسحب فكرتك التي تنوي عملها وتذهب بها (بمخيلتك) إلى نهاياتها؛ فترى ما الذي يمكن أن يعترضك من تحدّيات تطيقها أو لا تطيقها، وبالتالي هل تلك الفكرة مناسبة أم يتم تعديلها أم العدول عنها..
وهذه الممارسة تعتبر من أمتع الممارسات لدي؛ والتي أستفيد منها كثيراً في تطوير اتجاهاتي بشكل مستمر.. يصفها الغرب بـ (التأمّل) ونحن المسلمون نصفها بـ (عبادة التفكّر).. والدكتور مالك بدري هو أفضل من يتكلم بهذا المجال.. وهنا أنصح بقراءة الكتاب الرائع (العيش المتعمّد – لجون ماكسويل).
افتقاد الشجاعة اللازمة لبعض القرارات، وخصوصاً إذا أسندتها باستشارة واستخارة (إذا عزمت فتوكّل على الله).
اللامنطقية؛ المبنية على تصوّرات مشوّهة من البداية؛ فيتخيّل نتائج ورديّة نتيجة قصر النظر وضيق الأفق؛ فلا يستطيع تخيّل الأرصدة المعرفية والخبراتية والعلاقاتية التي يجمعها ويضيفها لرصيده؛ ويكون نظره منصبًا على المكاسب المادية السريعة، دون التفكير بشكل استراتيجي.
غياب التوجّه المُناسب الذي سيُهدّف عليه طوال الوقت، فتُصبح جهوده نوعاً من العبثيّة الغير هادفة، الغير واعية، الغير ناضجة.. فيتوه في صحراء التنوّع الضخم من (الأولويّات، الاحتمالات، السيناريوهات،…)
***
ان يكون تركيزه في اكتساب التجارب والخبرات والمعارف على جوانب ومسارات لا تتلائم مع طبيعة شخصيته ومع توجّهه الاستراتيجي، فتتناثر نتائج هذه التجارب وتُهدر، ولا يستطيع البناء فوقها والاستفادة منها مع الوقت، لأنه لم يحدد الوجهة التي يريد أن يتوجّه إليها بقصد ووعي، ويفقد ميزة واحتمالية بناء زخم متراكب متراكم كلما تقدّم بهذا الطريق الطويل، فيصبح كـ (سيزيف – بالأسطورة اليونانية) الذي يدفع الصخرة لمنتصف الجبل ثم تهبط منه للوادي فيُكرّر تلك العملية طوال الوقت دون أن يبني زخماً متتابعاً يؤدي لبلوغ القمّة وتحقيق الراحة.
توصياتي لتجنب كثير من تلك المخاطر ونقاط الضعف:
التحليل الجيد عبر الكوتشنج؟
وهنا بعض جلسات كوتشنج عقدتها مع اشخاص للاسترشاد بمحتواها؛ تجتهد بعمل كوتشنج لنفسك، او تبحث عن انسب شخص يقوم لك بذلك.. مع العلم أنني بين الحين والآخر أعمل جلسات كوتشنج مجانية للأشخاص الذين يعبئون هذا النموذج، -انتقي بعضهم حسب معطياتهم ومقدار سردهم للتفاصيل- لأعمل لهم جلسة كوتشنج مجّانية يتم نشرها على قناتنا.
قد تحصل على أحد هذه الجلسات المجّانية بتعبئتك لهذا النموذج بشكل مفصّل:
الاسم:
ايميلك:
رقم الواتس أب الخاص بك:
مدينتك التي تسكن فيها حالياً:
تحصيلك العلمي:
خبراتك السابقة –بالتفصيل-:
ما نقاط قوّتك الداخليّة والخارجيّة؟
ما الذي تنوي التوجّه له حالياً؟
ما هي الطريقة التي تظن أنها ستنفع لو اتّبعتها بهذا التوجّه؟
***
التعاون مع الآخرين، ولا تعتمد على مركزية تفكيرك وقدراتك ولا تثق بها، فلتكن تجاه تفكيرك وقدراتك وقناعاتك كالجهاز المناعي الذي لا يثق بكل ما يدخل بجسم الإنسان –وذلك يقيه كثيراً من المخاطر-؛ بوسعك فتح أبواب الخير، واختصار الكثير، وتحقيق المال الوفير.. من خلال تحسين قناعاتك ووضع الآخرين ضمن معادلاتك.
الأخلاق / حُسن التعامل:
افتقاد مهارة فن (السؤال) المناسب للشخص المناسب بالتوقيت المناسب؛ والذي يفتح أبوابًا موصدة، ويغرف معلومات ثمينة تحقق فارقًا، بعض المعلومات التي ستأخذها بهذه الطريقة السهلة، ما كنت لتتحصّل عليها إلا بارتكاب الكثير من الأخطاء والمخاسر والمخاطر.. والسّعيد من اتّعظ بغيره.
افتقاد مهارة (فن الاستماع) فتفقد الشطر الآخر من الكلام والذي لو استمعت له باهتمام؛ كان سيمنحك فكرة تحتاجها، او اجابة تفتقدها، او حلًا تبحث عنه..
والأهم من ذلك انك بضعف استماعك تفقد ودّ محدّثك وتخسره مع الوقت.
فلا تكن كمن قرأ شطر الآية (يا الذين آمنوا لا تقربوا الصّلاة) ولم يكمل الشطر الثاني ليفهم الدلالة والمعنى الكامل.
عدم الصّدق في اقوالك وتعاملاتك؛ لا يشترط ان يكون ذلك عن نيّة مبيّتة، بل يكون في كثير من الاحيان بسبب التفكير المتسرّع الغير ناضج، الناجم عن ضعف مهارات أساسية كالتواصل والاستماع وفن السؤال، ومهارة التحليل، وفن اتّخاذ القرار، والأكثر من ذلك يكون نتيجة عدم توازنك ببقية جوانب حياتك، مما يؤدّي لاهتزازات نفسيّة تفقد تفكيرك توازنه، وتجنّبك الصّواب وتضعك بمآزق لا حصر لها.
فالتسرّع بردود انفعالية تؤدّي لخسارة ما تعبت وبذلت الكثير من اجل كسبه. (أنصح بالقراءة حول: المخ البدائي وردود أفعاله الغير مدروسة – اللوزة المخّية – كتاب الذكاء العاطفي لدانييل جولمان).
خشونة الفاظك وعدم تلطيف عباراتك (ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك).
اساءة الظن بالآخرين؛ وعدم التحقّق من قصد الذي تتعامل معه بقدر كافي، ذلك يجعل الشيطان يخترق تلك المساحات الضبابية وينفث سمومه من تشقّقاتها ليثير الشّقاق والخسارة (الشيطان يعدكم الفقر).
***
عدم القدرة على الابتسام والهشاشة والبشاشة مع الآخرين؛ فانت نفسك لا تحب ان تتعامل مع شخص هذا حاله.. ولن تصل لهذه الحالة إلا بعد فهم ذاتك لتعرف الحقل الذي سيناسبك وبالتالي نوعيّة العاملين بهذا الحقل الذين ستنسجم معهم لأنهم يحلّقون على نفس مستوى ارتفاعك، ارتفاع أدوارك، أفكارك، نوعية أعمالك، قناعاتك، مبادئك، … وهنا أنصح بقراءة كتاب بريان ترايسي (استراتيجية العمل)
عدم سعة الصدر وتجاوز الزلّات والتغابي أحيانًا والترفّع عن اخطاء الآخرين يُخسرك الكثير (ليس الغبي بسيّد في قومه، ولكن سيد قومه المتغابي).. س: هل تحب ان تتعامل مع شخص يقف لك على كل نقرة؟
التعامل مع الماضي بحكمة، تأخذ منه الدروس المستفادة، ولا تدعه يهدمك ويحطمك بالهمّ (ولا تأس على ما فاتك)
عدم تمييز الاشخاص الذي يعنيهم أمرك؛ والذين يمكنهم فعلًا ان يبذلوا عونهم ويقدموا يدهم لإنجاحك، من زوايا معينة هم قادرون عليها.. وذلك يعتمد على إتقانك لمهارات التواصل والذكاء العاطفي.. ولو لم تجنِ من محيطك المساند إلّا أن يفتحوا لك أبواباً تجرّب من خلالها المداخل الاحترافية للتجارة (كالتسويق التطويري ) الذي ذكرته سابقاً، لكان ذلك كافياً منهم..
حيث أنّ هذا الباب من خلالهم سيتبعه دعم لوجستي منهم يُقصّر لك الكثير من المسافات التي كنت ستعتمد فيها على نفسك؛ لكن إيّاك ومعاملتهم بمهارات تواصل ضعيفة وذكاء عاطفي متواضع.. فلتطوّر نفسك بهذا الجوانب المهمّة التي لن تستطيع الاستغناء عنها في كافّة زوايا حياتك.
عدم امتلاك توجّه ذهني ايجابي مناسب، عدم الاستفادة المثلى من التجارب الغير مرضية التي تمر بها؛ وافتقاد النظرة الايجابية تجاه تلك التجارب مما يخسرك دروسًا بباطنها، كانت ستفيدك كثيرًا (كتاب المعطاء، كتاب الهدية)
ضعف الشكيمة، عدم المثابرة الذكية، لتستفيد من الماضي، وتقرأ الحاضر قراءة متفحّصة وتتخيّل المستقبل.
الاستسلام للصعاب، وصاحب هذه الروح لا يُنصح أبدًا بدخوله مضمار التجارة؛ التي تحتاج لشخص لا يتوقّف وسط السباق.
قلة الصبر؛ بالتعامل مع كافة الأطراف التي يتطلبها المشروع، وقلّة الصبر مع الذات لانضاج القرارات والتصرّفات الهادئة الرزينة، وقلة الصّبر على نتائج مجهودك فتتعجّل قطف الثمر قبل نضوجه، وأكل الطعام قبل استوائه.
معرفة المرء لنفسه وامكاناتها وحدودها؛ ثم وضعها في المكان الذي تستحقه وليس الذي ترغب فيه.
انت كجهاز الجوال؛ تحوي خصائص تجعل بعض الادوار / الاعمال /التطبيقات تركب عليك دون غيرها. وربما أشرح ذلك بمقال (اكلفوا من الاعمال ما تطبقون) “فكل ميسّرٌ لما خلق له”.
لا تكن من الحالمين الذين يبنون قصورًا من الرمال، بل انزل لواقعك، شمّر له ساعدك، تعامل معه بشجاعة، واجه مسؤوليّاتك بذكاء واجتهاد وقبل ذلك بالاستعانة بالله، وان جاهدت نفسك لتحصل على أضخم مساندة يمكنك أن تحصل عليها بحياتك، من المقتدر، العليم، الخبير، العليم، …
يُمكنه أن يُساندك، فإنّك حينها ستكتسب طاقةً وحافزاً ليس لهم مثيل، يُمكّناك من إنجازات أكبر.. ويمكنك استجلاب هذه الطاقة بطرق ساشرحها في مقال (كيف تستدعي وتستثمر طاقتك الروحية لتحقق نجاحك وفلاحك).. وهنا سأضيف على جانب من ذلك
هو القائل (والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا) وهو الذي أمرنا بدعائه بكل ركعة (اهدنا الصّراط المستقيم)، وما نحن بمساعينا التّجارية – كما أسلفت- إلا وسط متاهة وسط الصحراء، تُشتّتنا كثيرٌ من أشكال السّراب التي نحسبها ماءً، حتّى إذا جئناها لم نجدها شيئاً، فإذا حصلت على عون الله وهدايته للسبيل والطريق والاتّجاه المستقيم الصحيح بحياتك.. فماذا تريدُ أكثر من ذلك ؟!
فلو قصدنا بكل مساعينا وجه الله فإنّه سيمنحنا تلك الهداية والطّاقة التي تحتاجها.. فلو قصدت مثلاً وجه الله من:
كسب المال من أجل القيام بواجباتك التي أمرك الله بها، كمسؤوليّتك تجاه زوجتك وبر والديك وتربية أبناءك، والقيام بالكثير من الواجبات والسّنن التي لا تحصل إلا بالمال (مثل الحجّ، والزّكاة، والصّدقة، ومساعدة الآخرين…)
فلو تسلّحت بهذه النية طوال الوقت، وسألت الله بصدق أن يعينك على هذه النيّة الحسنة فإنك ستجدُ فارقاً كبيراً بطاقتك الروحية والقلبية والنفسيّة.
ومن الأدعية الرائعة التي تعجبني بهذا الصّدد، دعاء سيدنا علي رضي الله عنه الذي كان يكرّره كثيراً (اللهم اهدني وسدّدني).
وإياك واليأس والقنوط (فلا تكن من القانطين) (لا تقنطوا من رحمة الله) (ومن يقنط من رحمة ربّه إلا الضّالون).
وفي الختام.. اهديكم هذه الأسئلة الاستفزازية كي تمضغوها بعقولكم:
فلتسفتزّ ذهنك لتستحلب منه إجابات عميقة تضعك على بداية اتّجاهك السليم:
ما هي مهاراتك الفريدة ؟ ما الشيء الذي تستطيع إنجازه بجودة أعلى من غيرك بجهد أقل منهم؟
ما هي خصائصك التي تعبّر عن شخصيتك؟ والتي ترى أن العمل المتوافق مع تلك الخصائص سيكون مثاليّاً متطابقاً مع ضبط مصنعك / فطرتك؟
ما أهم القيم التي تؤمن بها؟
ما نوع الأعمال/ الحقول / التربة / المناخ/ البيئة.. التي ترى أنّها ستستثمر مهاراتك الفريدة خير استثمار، وستتطابق مع خصائصك الشخصية؟
ما نوع الأعمال التي أتمنّى أن أعمل بها؟
ما هو الدّور الذي أودّ ممارسته بتلك الأعمال؟
ما هي مبادئي التي أتمنّى نشرها وتعزيزها؟
ما هي مهاراتي ونقاط تميّزي التي أودّ أن اتقنها واتفوّق بها لدرجة أن يعترف محيطي بإمكانياتي تلك؟
ولماذا تُريد التمكّن من تلك المهارات؟
ما الذي أتمنّاه تجاه حياتي الزوجيّة بالمستقبل القريب أو المستقبل البعيد؟
ما الذي أتمنّاه تجاه تربية أبنائي بالمستقبل القريب أو البعيد؟
ما الذي أطمح له في حياتي الاجتماعية وفي علاقاتي مع الآخرين؟
من هم الأشخاص المثاليّين الذين تستمتع بالتّعامل والتعاون والعمل معهم وتودّ أن تكون دائرتك العمليّة والاجتماعية تتكوّن منهم أكثر من غيرهم؟
ما نوع العلوم والقناعات المركزيّة بحياتي التي أؤمن بها وأودّ أن استفيض في معرفتها والتبحّر بها والاستزادة من علمها؟
على الصعيد الروحي والإيماني؛ ما الذي أودّ أن ابلغه؟
ما هو شكل البرنامج اليومي المثالي الذي ترتضي أن تعيشه وتكررّه يومياً بعدما تبلغ وتحقق نجاحك الأقصى؟
مثلاً بعضهم يريد أن يحقّق الآية (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله).. ماذا عنك أنت؟
بل سافر لأبعد نقطة في حياتك.. تخيّل أنّ ذويك اليوم قد دفنوك ويقفون يتكلمون بشأنك فوق قبرك، ما الذي تتمنّى أن يقولوه عنك وأنت في قبرك؟
وكم تريد عدد محبّيك الذين يشيّعون جثمانك لحياة البرزخ؟
وما نوع المعارف اولئك الذين بنيت علاقتك معهم أثناء حياتك؟
وما الإنجازات التي ستكون راضياً عن نفسك عندما تنجزها قبل أن تدخل تلك الحفرة؟
المراجع:
سأسرد لكم جزءاً من المراجع التي استوعبتها وهضمتها اثناء رحلتي التجارية والاستشارية، حيث كنت -وما زلت- تاجرًا اعايش الواقع التجاري، وبنفس الوقت كنت اقدم الاستشارات التجارية على مدار اكثر من ١٥ سنة، فخلطت لكم (العلم الذي حصّلته، وخبراتي التجارية الشخصية، وآلاف التجارب التجارية لمن قدمت لهم استشارات) خلطتها في ذهني وقمت بتقديم كوكتيلها اليكم بلمستي الشخصية:
مراجع النصوص الشّرعية:
تم وضع مجموعة آيات قرآنية
ومجموعة أحاديث، كلّها صحيحة، يمكن البحث عنها في جوجل للاطّلاع على تخريجها.
مراجع فنون التواصل:
ملخص كتاب لا تأكل بمفردك / Networkıng – كيث فيرازي
كتاب الذكاء العاطفي – دانييل جولمان
ملخص كتاب القيادة بالاسئلة – مايكل ماركارت
كتاب كيف تعرف اي شيء من أي شخص في أي وقت
كيف تصبح متواصلاً جيداً – نيدو كوبين
كتاب دليل المفاوض – جورج فولر
مراجع تطوير الاستراتيجية:
استراتيجية العمل
اللعب للفوز
ملخص كتاب استراتيجية المحيط الأزرق – دبليو تشان كيم
٣٣ استراتيجية الحرب
فن الحرب للأعمال الصغيرة – فن الحرب سن تزو (لتقوية التفكير الاستراتيجي)
التفكير الاستراتيجي – جاسم سلطان
كتاب استراتيجية العمل – براين ترايسي
كتاب الأهداف – براين ترايسي
مساق الفلسفة – د. الطيب بو عزة
مراجع تطوير التوجّه الذهني:
سلسلة كتب: وفي أنفسكم أفلا تبصرون – د. حسام السوادي
كتاب قوّة الآن + كتاب أرض جديدة – ايكهارت تول
سلسلة فيديوهات أخطاء التفكير – د. حذيفة عكاش
كتاب شفرة العقل – فيشن لاكياني
كتاب فن التفكير الواضح – رولف دوبلي
كتاب مشكلة الثقافة – مالك بن نبي
المعطاء
العادات السبع للناس الأكثر فعالية
التحسين المستمر – الكايزن الياباني
سلسلة الديانة الطاوية + منهجية لين أب ستراتيجي – ايريك ريس (لتحقيق المرونة واللياقة بالعمل)
كتاب العيش المتعمّد – جون ماكسويل
من حرك قطعة الجبن الخاصة بي
كتاب الهدية
كتب وفيديوهات التفكير الإيجابي – ديل كارنيجي
الفشل البنّاء
سلسلة فيديوهات العقل الجديد – د. عبد الكريم بكار
نظرية المعرفة / التفكير النقدي – د. جاسم سلطان
كتاب / فيديوهات “القرآن والعقل” – د. مقري الإدريسي
دورة التنمية والعائق الذاتي – د. مقري الادريسي
الغاية:
الإتقان
اقتصاد وإدارة:
منشورات حول الإدارة – عزّام زقزوق
كتاب ثروة الأمم – آدم سميث
النظرية الكينزية
نظرية كارل ماركس
كتاب من جيد الى عظيم – جيم كولينز
ملخص كتاب بناء من أجل الاستمرار – جيم كولينز
مراجع علم النفس / والتعرّف على الذات:
مساق فقه النفس – د. عبد الرحمن الهاشمي
جميع كتب وفيديوهات د. رضا الحديثي
سلسلة “الدين وتطلعات الإنسان”
كتاب الطبيعة البشرية – أدلر ألفرد
كتاب الإنسان يبحث عن معنى – د. فيكتور فرانكل
كتاب قوانين الطبيعة البشرية – روبرت جرين
12 قاعدة للحياة – جوردن بيترسون
العادات السبع للأسر السعيدة – ستيفن كوفي
الأنا + كل سلاسل “ومحياي” – د. عمرو فتيحي
مع نفسي – د. عبد الرحمن الهاشمي
كتاب الدوافع المحركة للبشر / الدليل الكامل لأنماط الشخصية – سوزان كويليام
كتاب الإنسان من أجل ذاته + كتاب الخوف من الحرية + الإنسان بين المظهر والجوهر + فن الإصغاء + كتاب جوهر الإنسان – ايريك فروم
كتاب الطبيعة البشرية والسلوك الإنساني – جون ديوي
كيف تتمتع بالثقة والقوة في التعامل مع الناس – لس جبلين
كتاب كينونة الإنسان – إيريك فروم
كتاب اكتشاف الذات – عبد الكريم بكار
مفاهيم كثيرة حول أهميّة رفع وعي الانسان تجاه حقوقه، وتحرر الإنسان من عبودية الوظائف وانعكاس ذلك على جودة حياة الإنسان وسعادته – د. جميل أكبر
مراجع غير مترجمة – باللغة الانجليزية:
جون بوتشر – كتاب الحياة
قناة مايند فالي – حول التواصل، تغيير القناعات
ملخصات قناة (ايفان) حول النجاح – باللغة الانجليزية
محاضرات جوردان بيترسون – باللغة الانجليزية
التفكّر والتأمّل:
التأمل – فيشن لاكياني (بالانجليزية)
كتاب ومحاضرات التفكّر – د. مالك البدري